انتهى أخيرا اطول اغلاق حكومي في تاريخ أمريكا.. إليك التفاصيل!
اطول اغلاق حكومي في تاريخ أمريكا

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانون الإنفاق، منهياً بذلك أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، الذي استمر لمدة 43 يومًا وأثر على ملايين الموظفين الفيدراليين والخدمات العامة في البلاد.
وجاء توقيع ترامب بعد ساعات من موافقة مجلس النواب الأمريكي على القانون بفارق ضئيل، حيث صوّت 222 نائبًا لصالحه مقابل 209 معارضين، بعد أن كان مجلس الشيوخ قد أقرّه قبل يومين. وقال ترامب من المكتب البيضاوي إن الحكومة ستستأنف أعمالها بشكل طبيعي، بعد أن تسبب الإغلاق في أضرار كبيرة للمواطنين.
تأثير الإغلاق على الموظفين والخدمات العامة
خلال فترة الإغلاق، وُضع نحو 1.4 مليون موظف فدرالي في إجازة غير مدفوعة الأجر، أو واصلوا العمل دون راتب.
كما تعطلت خدمات حكومية عديدة، وتأثرت حركة الطيران بسبب نقص الموظفين، وتوقفت بعض برامج المساعدات الغذائية، مما زاد الضغط على الأسر الأمريكية. ومن المتوقع أن تعود الخدمات الحكومية للعمل الكامل خلال الأيام المقبلة، مع تراجع اضطرابات السفر قبل عيد الشكر.
السيناتور ديريك فان أوردن، عضو مجلس النواب من ولاية ويسكونسن، اضطر إلى قطع أكثر من 1,600 كيلومتر على دراجة نارية لحضور التصويت، ما يوضح حجم التحديات التي واجهها أعضاء الكونغرس للوصول إلى العاصمة واشنطن أثناء الإغلاق.
تفاصيل اتفاقية الإنفاق
ينص مشروع القانون الجديد على تمويل الحكومة حتى 30 يناير/كانون الثاني 2024، ما يمنح المشرعين فترة إضافية للتفاوض على تمويل الحكومة مجددًا. ويشمل القانون:
- دفع رواتب جميع الموظفين الفدراليين عن فترة الإغلاق.
- تمويلاً كاملاً لوزارة الزراعة ومشاريع البناء العسكري.
- استمرار برنامج المساعدات الغذائية التكميلية الذي يستفيد منه واحد من كل ثمانية أمريكيين حتى سبتمبر المقبل.
- اتفاقًا على إجراء تصويت في ديسمبر بشأن تمديد إعانات الرعاية الصحية التي طالبت بها الأقلية الديمقراطية.
الجدل السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين
أثارت عملية تمرير مشروع القانون جدلاً داخل الحزبين. فقد رفض بعض الديمقراطيين في البداية دعم المشروع، مطالبين بربطه بتمديد إعانات التأمين الصحي للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض. بينما رأى الجمهوريون أن من الأفضل مناقشة هذه القضايا بعد إعادة فتح الحكومة.
وفي نهاية المطاف، وافق ثمانية أعضاء ديمقراطيين على مشروع القانون مقابل وعد بإجراء تصويت على الإعانات في ديسمبر.
وهو ما أثار انتقادات داخل الحزب. وقال السيناتور تشاك شومر إن الحزمة “تفشل في تقديم أي إصلاح جوهري لأزمة الرعاية الصحية”، بينما دافع السيناتور تيم كين عن التصويت، مؤكدًا أن الموظفين الفدراليين عبروا له عن امتنانهم.
استعادة الخدمات والعودة إلى الحياة الطبيعية
مع توقيع ترامب، تستأنف الحكومة الأمريكية تدريجيًا أعمالها، وتعود الخدمات الحيوية إلى العمل.
بما في ذلك الطيران والمساعدات الغذائية والدوائر الحكومية الأخرى. ويأمل المسؤولون في أن تساعد هذه الخطوة على استقرار الأمور قبل عطلة عيد الشكر، وضمان عدم تكرار تأثيرات الإغلاق على المواطنين.
يعتبر هذا الإغلاق واحدًا من أكبر الأزمات الإدارية والسياسية في تاريخ الولايات المتحدة، ويبرز التحديات المستمرة في تمرير القوانين بين الأغلبية والأقلية، وبين المصالح السياسية المختلفة.




