تفاصيل مثيرة.. هوية المتسبب في البنر المسيء للأهلي بديربي جدة تنكشف
هوية المتسبب في البنر المسيء للأهلي

لا تزال أزمة اللافتة المسيئة التي ظهرت في مدرجات النادي الأهلي خلال مباراة الديربي أمام الاتحاد ضمن منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، تثير حالة واسعة من الجدل في الوسط الرياضي السعودي.
وقد تصدرت الحادثة حديث الجماهير ووسائل الإعلام، وسط مطالبات بضرورة التحقيق في الواقعة والكشف عن المسؤولين عنها ومحاسبتهم وفق الأنظمة المعمول بها.
تفاصيل الواقعة
خلال المواجهة التي جمعت الأهلي والاتحاد على استاد الإنماء، فوجئ المشجعون بظهور لافتة تحمل عبارة “عار الهبوط” بعدة لغات، رفعت في جزء من مدرجات النادي الأهلي. المشهد أثار غضب جماهير الراقي التي اعتبرت أن اللافتة لا تمثلها، بل تمثل إساءة مقصودة لتاريخ النادي وسمعته العريقة.
وعقب انتشار الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت موجة انتقادات حادة، ليس فقط من جماهير الأهلي، بل من مختلف المتابعين الرياضيين الذين وصفوا المشهد بأنه تصرف دخيل على الروح الرياضية ويضر بمكانة الدوري السعودي.
تحديد هوية المتسببين في رفع اللافتة
وبحسب تقارير صحفية محلية، فقد كشفت كاميرات المراقبة في ملعب الإنماء عن هوية شخصين كانا وراء رفع اللافتة المثيرة للجدل. وأوضحت المصادر أن الشخصين كانا يرتديان قميص النادي الأهلي أثناء المباراة، بهدف التمويه، ثم غادرا المدرج بعد دقائق قليلة من رفع اللافتة.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن المتورطين توجها بعد مغادرة مدرج الأهلي إلى الجهة المخصصة لجماهير الاتحاد، حيث قاما بخلع القمصان الخضراء، في تصرف أثار الشكوك حول نوايا مسبقة لاستفزاز الجماهير وتشويه صورة النادي الأهلي وجماهيره الوفية.
أول رد رسمي من إدارة الأهلي
في أول تعليق رسمي على الحادثة، أكد ماجد الفهمي المتحدث الرسمي باسم النادي الأهلي، عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن إدارة النادي بدأت بالفعل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يثبت تورطه في الواقعة، مشيرًا إلى أن الأهلي لن يتهاون في الدفاع عن حقوقه وكرامة جماهيره.
وشدد الفهمي على أن النادي الأهلي سيظل نموذجًا للروح الرياضية، ولن يسمح لأي جهة أو فرد بتشويه تاريخه العريق أو إثارة الفتنة بين جماهيره. كما أوضح أن الإدارة تتواصل مع الجهات الأمنية والرياضية ذات العلاقة لتتبع كل الأدلة المتوفرة حول الواقعة، مؤكدًا أن الحقيقة ستُعلن للرأي العام قريبًا.
ردود الأفعال داخل الوسط الرياضي
أثارت الواقعة ردود فعل واسعة بين الجماهير والإعلاميين، حيث عبر العديد من النقاد الرياضيين عن استيائهم من الحادثة، معتبرين أنها تخرج عن إطار المنافسة الشريفة. وطالب البعض برفع مستوى الرقابة داخل الملاعب السعودية والتدقيق في أدوات التشجيع واللافتات قبل دخولها المدرجات.
ورأى عدد من المحللين أن هذه الحادثة يجب أن تكون نقطة تحول في تعامل الجهات المنظمة مع الأحداث الجماهيرية، خصوصًا في مباريات الديربي التي عادة ما تشهد توترًا جماهيريًا كبيرًا. كما دعوا إلى ضرورة تعزيز الوعي الرياضي بين الجماهير لتبقى المنافسة قائمة على الاحترام المتبادل بين الأندية.
مطالب بتشديد الإجراءات الأمنية داخل الملاعب
في المقابل، دعت الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تشديد إجراءات التفتيش عند بوابات الملاعب، منعًا لحدوث مواقف مشابهة مستقبلًا. وأشار كثيرون إلى أن دخول مثل هذه اللافتة لا يمكن أن يحدث دون ثغرة أمنية أو تقصير في التفتيش.
وأكدت جماهير الأهلي على أهمية محاسبة كل من شارك أو ساهم في تمرير اللافتة، مشيرين إلى أن مثل هذه التصرفات لا تعبر عن قيم النادي ولا عن أخلاق جماهيره التي اشتهرت دائمًا بالانضباط والتشجيع الراقي.
موقف الجهات الرسمية
من جانبها، أبدت الجهات المعنية في وزارة الرياضة واتحاد كرة القدم اهتمامًا خاصًا بالحادثة، وبدأت بمتابعة التقارير الأمنية والإدارية الواردة من ملعب المباراة. وتشير التوقعات إلى أن العقوبات قد تطال كل من يثبت تورطه، سواء من الأفراد أو من الجهات المقصرة في التنظيم، حرصًا على حماية سمعة المنافسات الرياضية في المملكة.
النادي الأهلي وتاريخه العريق
ويُعد النادي الأهلي أحد أعرق أندية كرة القدم السعودية، إذ يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة داخل المملكة وخارجها، كما عرف على مدار تاريخه بالتزامه بالروح الرياضية واحترام الخصوم. لذا، كانت ردة الفعل الغاضبة من جماهيره مبررة، خصوصًا أن اللافتة حملت مضمونًا يمس تاريخ النادي وإنجازاته.
ويؤكد متابعون أن الأهلي لا يزال يسعى إلى استعادة أمجاده في دوري روشن بعد عودته القوية للمنافسة، وهو ما يجعل الحفاظ على صورته في الإعلام والشارع الرياضي أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لإدارته وجماهيره على حد سواء.
نحو بيئة رياضية أكثر انضباطًا
في ختام المشهد، يرى المراقبون أن أزمة اللافتة المسيئة يجب أن تكون جرس إنذار لجميع الأندية والجماهير لتجنب الانجراف خلف السلوكيات الاستفزازية، والتركيز على دعم فرقهم بروح رياضية عالية. كما شددوا على أهمية التوعية المستمرة بقيم التشجيع الإيجابي، كونها تعكس صورة المملكة أمام العالم في ظل التطور الكبير الذي يشهده قطاع الرياضة.
ويبقى انتظار نتائج التحقيقات الجارية هو الحدث الأبرز في الأيام المقبلة، وسط ترقب جماهيري كبير لمعرفة الجهة التي تقف وراء الواقعة والإجراءات التي ستُتخذ بحق المتسببين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً في الملاعب السعودية.




